نخيل عراقي والراية البيضا

حسن الكعبي

حال قراءتي لتفاصيل خبر محاولة الاستيلاء على مقر منظمة نخيل عراقي ، تذكرت على الفور مجريات احداث الصراع بين الدكتور مفيد ابو الغار وفضة المعداوي في رائعة عكاشة ( الراية البيضا) التي انتخب لها عكاشة تسمية المعركة بديلا عن تسمية المسلسل او العمل الدرامي، وهو انتخاب اراد منه عكاشة الاحالة الى واقعية الحادث وتفشيه كظاهرة ملازمة لعصر الفساد السياسي.


حسن الكعبي    /     كاتب عراقي
حال قراءتي لتفاصيل خبر محاولة الاستيلاء على مقر منظمة نخيل عراقي ، تذكرت على الفور مجريات احداث الصراع بين الدكتور مفيد ابو الغار وفضة المعداوي في رائعة عكاشة ( الراية البيضا) التي انتخب لها عكاشة تسمية المعركة بديلا عن تسمية المسلسل او العمل الدرامي، وهو انتخاب اراد منه عكاشة الاحالة الى واقعية الحادث وتفشيه كظاهرة ملازمة لعصر الفساد السياسي.
بالنسبة لمن شاهد العمل فانه يعرف ان الصراع كان يدور بين ثنائية المعرفة والتخلف ، قوى العلم والجهل ، يمثل الطرف الاول مفيد ابو الغار الذي يملك منزلا حوله الى متحف للمقتنيات الادبية والفنية لادباء وفناني الاسكندرية كشغف لازمه حتى وهو في غربته ، والطرف الثاني هو فضة المعداوي المرأة المتسلطة والمتخلفة والتي تمتلك شغف الاستيلاء على العقارات وجمع المال ، ومن سوء حظ ابو الغار ان يقع خيارها على منزله ، لكن ابو الغار يقرر مواجهة هذا الخيار بشراسة لان المنزل يمثل له تاريخا ثقافيا وحضاريا لا يمكن التنازل عنه ، ويصعد الخلاف الى مستوى الرأي العام ودعوة النخب الثقافية لمواجهة قوى الجهل، وتمت المواجهة بجعل اجساد حشد المتظاهرين امام المنزل المراد الاستيلاء جدارا يواجه جرافات المعداوي لتكون الاجساد رمزا للرايات البيضاء.
حكاية عكاشة انتهت ، لكن تفاصيلها بدأت في ازمنة اخرى ومواقع اخرى، طالما ان شغف الاستيلاء قائم وطالما ان قوى الاستهانة بقوى انتاج المعرفة موجودة ومتفشية بشكل مخيف .منذ حكاية مسرح الرشيد والى حكاية منظمة نخيل عراقي اليوم ، ولكن ورغم ان الحكاية تتكرر الا انها تحتاج الى المواجهة الثقافية , التي تتغاضى عن كل شيء وتضع نفسها في قلب المواجهة دفاعا عن الثقافة والفن والى محاولات انتاج كل ما هو اصيل يسهم في صناعة الثقافة العراقية ... ولتكن اذن المواجهة الثقافية هي الرايات البيضاء التي تعيد للثقافة هيبتها .
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

ارسال التعليق