أهمية وجود المكتبات العصرية في المدارس

عبد الكريم حمزة عباس

حتى في عصرنا الرقمي الحالي لا يوجد بديل عن الكتاب المطبوع فهو مصدر المعرفة والجانب الأكثر أهمية في التعليم، ولا يمكن للتقنيات الرقمية وحدها بما تمتلكه من إمكانيات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب أن تختزن المعلومات في رفوف المكتبات التقليدية، حيث يحظى الكتاب الورقي المطبوع بمكانة خاصة في قلوب القراء من الطلاب والمدرسين على حد سواء.

 


عبد الكريم حمزة عباس /  ناقد وكاتب عراقي


حتى في عصرنا الرقمي الحالي لا يوجد بديل عن الكتاب المطبوع فهو مصدر المعرفة والجانب الأكثر أهمية في التعليم، ولا يمكن للتقنيات الرقمية وحدها بما تمتلكه من إمكانيات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب أن تختزن المعلومات في رفوف المكتبات التقليدية، حيث يحظى الكتاب الورقي المطبوع بمكانة خاصة في قلوب القراء من الطلاب والمدرسين على حد سواء.
وكما هو معروف أن للمكتبات المدرسية دورها الخاص في المساهمة في توفير معايير جودة التعليم في جميع الدول المتقدمة، أما في بلداننا العربية فغالبا ما تعتبر المكتبة المدرسية شيئا ثانويا ( إن لم تك غير موجودة أصلا ) دون إدراك أهميتها في تطوير عملية التعليم و تنمية عادة القراءة بين الطلاب، حيث في أغلب مدارس عالمنا العربي في الوقت الحاضر لا توجد مكتبات مدرسية تستحق تسميتها بهذا الإسم، وإذا ما وجدت فعادة ما تكون كتبها قديمة وغير محدثة وغير مناسبة لأعمار الطلاب المختلفة، ويتم إختيارها دون مراعاة أذواق الطلاب وإهتماماتهم، وتكون المكتبة أصلا موجودة في غرفة غير مناسبة وغير جذابة والشخص المسؤول عنها أما أن يكون كاتبا للشؤون الإدارية أو مدرسا غير مبال للموضوع ولا يمتلك أي معلومات عن تقنية المكتبات المدرسية الحديثة.
إن التعليم والمكتبة عنصران مترابطان ويتعايشان معا في العملية التربوية والتعليمية، فالتعليم هو عملية إحتساب المعرفة و القيم و المهارات والعادات والتقاليد والمعتقدات، أنه العملية الاجتماعية التي يتعرض فيها الطالب لتأثير البيئة المدرسية لتحقيق تنمية الكفاءة الإجتماعية، التعليم هو نتاج المعرفة و الخبرة المكتسبة، والمكتبة المدرسية هي مصدر ومخزن المعرفة والمعلومات والموارد الثقافية الحيوية وهي ضرورة للتطوير الذاتي.
ومن المفارقات التي أخبرني بها أحد أساتذة الجامعات، أن عددا قليلا فقط من طلبة الكليات الأدبية يهتم حقيقة بتطوير ثقافته الأدبية من خلال قراءة الكتب والمصادر الخارجية، أما الاغلب الأعم فيفتقر إلى معرفة المفردات الغنية للغة ويعاني معظمهم من ضعف الحس الجمالي و الفني، فكيف يستطيع الأستاذ الجامعي أن يعلم طلابا يفتقرون عمليا إلى الخبرة الجادة في القراءة؟.
والمطلوب من السلطات التعليمية أن تضع معيارا يقضي بضرورة إنشاء مكتبة عصرية وقاعة مناسبة للقراءة في كل مدرسة، وأن يكون أمناء تلك المكتبات مؤهلين بشكل مناسب، ولابد من تغيير بعض أساليب النظام التعليمي الحالي بحيث تصبح مكتبة المدرسة مركزا للأنشطة المدرسية، ولا يتم الحكم على نجاح أي نظام تعليمي إلا على اساس مدى نجاحه في تنمية عادات القراءة بين الطلاب. 
إن المكتبة المدرسية العصرية المطلوبة لا تقتصر على الكتب المطبوعة بل يجب أن تحتوي على مواد قراءة رقمية وكتبا مسموعة أيضا، مما يعزز تطوير مهارات معرفة القراءة التقنية الحديثة، ويجب أن تكون الكتب بعدة نسخ مما يسمح لعدة طلاب بقراءة نفس الموضوع بنفس الوقت، مما يشجع على منافسة الطلاب بعضهم لبعض، وهذا مما ينمي هواية القراءة في المستقبل.
 

مقالات ذات صلة

ارسال التعليق