هل نحن أمة مأزومة؟!

علاء الوردي

علاء الوردي/كاتب عراقي

 

مابين الدين والسياسية هناك أزمة مصطلحات وعناوين متعددة، فهناك  مصطلح الإسلام السياسي ومصطلح الإسلام الوحياني، وفي خُضم أزمة هذا الخطاب المأزوم لتحويل هذا الدين من العالمية التي جاء بها الرسول الكريم قبل 1400 سنة، إلى المحلية والعنصرية المقيتة، إذ تم تجريده من عالميته فهو رحمة للعالمين، انزل على قلب الخاتم صلوات ربي عليه وعلى آله وصحبه، فخطابه المعتدل في الوسطية والتوحيدية واضح جدا، يدعو الى توحيد الامة ورص صفوفها، لكن بهد ان دخل  الإسلام السياسي جعله أقرب إلى التفكيكية بسبب منهج الطائفية المنبث في أواخر العقدين المنصرمين بصورة مريبة..!! فمن  المسؤول عن ذلك ولمصلحة من خلقت تلك التفكيكية في المجتمع؟! الملاحظ أنه ليس هناك في القرآن ما يدعو إلى حومى إسلامية إطلاقا، من الأنبياء والرسل لم يٌحكم منهم إلا ثلاث فقط من أصل خمسة وعشرين، ما بين نبي ورسول مذكور في كتاب الله تعالى، أما اتباع الإسلام السياسي(المذهبي) فهم يزدادون عدة وعدد، فهؤلاء يريدون إن يلبسوا الدين لباس الحكم لكي يستعبدون الناس، لذلك نجد في معظم الدول الذي يقال عنها أنها تحكم بالمنهج الإسلامي لا توجد بها عدالة ومساواة كما ارادها الدين! وأن عمق المفهوم للدين وعلاقته بالسياسة يشكل امامنا إشكالية مصطلح معرفي يفرض نفسه على الوجود الإنساني، والتعامل معه في ظل السيولة والتدفق الهائل لمصادر المعرفة، من هنا أن الإشكالية ليست في الوصل والفصل بين الدين والسياسة بل في إبعاد الاصطلاحية الممارسة والشارحة للدين والمشروع السياسي المكرس، فنحن أمام مشكلة مصطلحات وليس أحكام!! أمام تفتتات كثيرة تريد إن تلبس الدين غطاء مذهبي مقيت، وما ظهر من هذا التشرذم وجود من يمدح العدو الذي قتل الفلسطينيين واللبنانين واليمنيين بهتاف شكر ومدح، وهذا العدو اقذر انسان عرفته البشرية، أعتقد أنه نجح في تفتيت هذه الأمة ونال مراده، صار المسلمون مختلفون فيما بينهم والعدو يتفرج ويبتسم..!
وهذه ظاهرة غريبة جدا تحتاج لعمل بحوث عديدة من قبل علماء الإجتماع.

مقالات ذات صلة

ارسال التعليق