أدب الشباب بين الوطن والغربة
إخلاص فرنسيس
إخلاص فرنسيس/ باحثة وكاتبة لبنانية
تهتم مقالتنا المعنية بإطار ما ينتجه الشباب المهاجر من أصول عربية، من أدب تأثر وأثر في مضمونه الإبداعي سواء كتب بلغة الام أو بلغة المهجر أو بالاثنين معا. وقد عرف مصطلح الأدب المهجري من خلال ما أبدعه الكتّاب اللبنانيين أمثال جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة أو ما عرفوا بالرابطة القلمية، وهي جمعية أدبية تأسست في الولايات المتحدة الاميركية عام ١٩٢٠. ولعل من أهمية ما سنطرحه في هذا المقال في زماننا الان الظروف المختلفة كلية عما قد طُرح سابقاً وما يستجد الان من أدب له خصائصه المميزة عما طرح في بداية القرن العشرين من أدب مهاجر.
الفكر الإنساني ما بين التغريب والنقلات الحضارية والثقافية وصراع الهوية، والتنازلات عن الماضي ومخزون الذاكرة في سبيل الحاضر، حاضره ومكان إقامته، غربته سواء كانت قسرية او اختيارية، فالشاب الكاتب هو وليد هذه الغربة والتناقضات التي وجد ذاته بها، يهرب إلى الكتابة يفرغ بها فكره معبراُ عن اغوار نفسه، في عصف ذهني مستكشفاً الذات عابراً نحو الاخر، مندفعا من المشرق إلى المغرب ومن المغرب إلى المشرق في غوص وتحليلات ساعياً في البحث عن الاستقلالية الذهنية والهوية في عالم يزداد تعقيداً من حوله، معلقاً ابصاره على حكمة لغة يرتاح إليها يُملي عليها مشاعره، فتجيبه عن الصراع الفكري في داخله تمده بخيرات العبارة ، لغة يستقر إليها الشباب، تشكل لهم الواقع وتقود مشاعرهم إلى نور الأدب خالقين منه العالم الخاص، تفتح اللغة قلبها يغمسون أقلامهم فيها ويحلقون في فضاء الابداع، الذي ينقذهم من أوجاع الغربة والتغرب، عابرين بالفكرة الزمان والمكان والجغرافيا كاسرين قيد المسافة، فالكتابة تحرر، واللغة بُعداً آخر من الابداع.
ارسال التعليق