‏"الإعلام المطبع: مرآة الزيف وصوت المحتل"

حسين سالم

في الوقت الذي يتوهم فيه الإعلام العربي، الخاضع لسلطة الكيان والمطبع معه، أنه يمسك بزمام الواقع ويشكل العقل الجمعي للجماهير، يغرق في مستنقع الانحطاط الأخلاقي والتواطؤ الفاضح. يغلق الاحتلال مكاتب الإعلام التي قد تفضح هشاشته الداخلية، إذ يفرض رقابة عسكرية مشددة على الأحداث داخل الكيان، محاولةً يائسة لستر الحقائق، فيما الإعلام العربي المطبع لا يظهر إلا ما يخدم أجندته الملوثة بالخذلان.

حسين سالم  /  كاتب عراقي

في الوقت الذي يتوهم فيه الإعلام العربي، الخاضع لسلطة الكيان والمطبع معه، أنه يمسك بزمام الواقع ويشكل العقل الجمعي للجماهير، يغرق في مستنقع الانحطاط الأخلاقي والتواطؤ الفاضح. يغلق الاحتلال مكاتب الإعلام التي قد تفضح هشاشته الداخلية، إذ يفرض رقابة عسكرية مشددة على الأحداث داخل الكيان، محاولةً يائسة لستر الحقائق، فيما الإعلام العربي المطبع لا يظهر إلا ما يخدم أجندته الملوثة بالخذلان.

يا له من مشهد مأساوي، حين نرى الإعلام المطبع يسلط الضوء على خسائر لبنان، على أمل زرع بذور اليأس في نفوس الشعوب. إنه لا يعرض إلا الجراح، ويتجاهل الحقائق التي تنكشف خلف أسوار الكيان، حيث تُحدِث المقاومة ضجيجًا رهيبًا يُثير الرعب. فقد تزلزل الكيان المحتل بنزوح سكانه ودخولهم في الملاجئ، وتراكمت عليه الأضرار.

أي إعلام هذا الذي يبيع هويته بأبخس الأثمان؟ كيف له أن يسلّم روحه للعمى الأخلاقي ويتحوّل إلى بوقٍ للذل والتطبيع؟ إنهم يصفون جراح الضحية، بينما يخدمون جلادها. كيف يمكنهم أن يغمضوا أعينهم أمام أعداد الداخلين إلى الملاجئ المضاعفة في الداخل المحتل، وأصوات الرعب التي تملأ شوارعهم؟ ولكن، ربما الرعب الذي ينشرونه على الشاشة هو ذاته الذي يعيشونه في قلوبهم.

إن الإعلام العربي المطبع لا يرى سوى ذاته في مرآة الكيان. هي ذاتٌ مبتذلة، تتجاهل الحقائق وتخشى مواجهة الواقع الصارخ بأن التفوق العسكري، مهما كان مدعومًا، لا يصمد أمام صرخة الحق. هذا الإعلام، بعماه وفشله في مواجهة الواقع، إنما يدفع الكيان إلى مستنقع الهلاك، إذ يرفض الاعتراف بأن المقاومة قد حطمت وهم السيطرة وزرعت الهلع في قلب المحتل.

 

 

مقالات ذات صلة

ارسال التعليق