{ الكراهيةُ داء والمحبةُ دواء } ماراثون الكراهية والمحبة

د.علي موسى الموسوي

مِثلُ أي لعبةٍ وجودية، يُمارسها اثنان وفِي نهايتها يصل الرابحُ وحيداً، هكذا ينتزِعُ الحُب الإنسان من وحدتهِ الباردة انتزاعاً لا شعورياً لكي يُقدم له حرارةَ الحياة المشتركة على طبقٍ دافء، هو طاقةٌ متجددةٌ وإنتاج ومدرسة يتعلمُ فيها كلّ عاشقٍ لغة لا تشبهُها ايُ لغةٍ أخرى في العالم،

 

د.علي موسى الموسوي/ كاتب عراقي


مِثلُ أي لعبةٍ وجودية، يُمارسها اثنان وفِي نهايتها يصل الرابحُ وحيداً، هكذا ينتزِعُ الحُب الإنسان من وحدتهِ الباردة انتزاعاً لا شعورياً لكي يُقدم له حرارةَ الحياة المشتركة على طبقٍ دافء، هو طاقةٌ متجددةٌ وإنتاج ومدرسة يتعلمُ فيها كلّ عاشقٍ لغة لا تشبهُها ايُ لغةٍ أخرى في العالم، فضيلةٌ نسمو بها انفسنّا عن العبثِ والتهريجِ والابتذالِ العاطفي الكفيل بتحصينِ عقولنا من الضياعِ والتبعثرِ الفكري، دعوة نبيلة تُقدمها للمنكسرين حين يفقدونَ شهيةَ الحياة، وأُخرى للحُلمِ حين يفقدون المعنى، وثالثةٌ تخص اللجوء إلى قلبك حينما تُغلق القلوب ابوابها في وجوههم، ثمّ لا تنتظر المقابل، لان الحبُ هو كينونتك وانتصارُ إنسانيتكَ على آدميتك، وهذا شرطٌ لجلِّ المعانِ الساميةِ والمرتبطةِ ارتباطاً مباشراً بروحِ الإنسانِ وجوهره، وهنا أعني انتصار الكينونة العليا للإنسان على دونيتهِ وحيوانيتهِ لأن الحبّ والكراهية ضدان لن يجتمعان في ذاتِ القلب..
صدقني، لا شيء أسهلُ من الكراهيةِ وهوياتها السوداويةِ المتفرعة، أما الحب فهو بحاجةٍ لروحٍ عظيمةٍ وتتسع الجميع، ولولا المحبة في جوانحهِ ما اصبحَ الأنسان إنساناً لأن تلك المرتبة الرفيعة تفرض علينا محبة الجميع دون قيدٍ او شرط، بإعتبارها الخطوةُ الأولى للمحافظةِ على الانسانيةِ المودعةِ فيك، لذلك لا تبادلْ الكراهية بالكراهيةِ مع أحدٍ، احرِجه بالطيِب المخبوء ليُصبحَ بين أمرين: إما أن يُكفيك شره، أو يخجل من شرهِ.

مقالات ذات صلة

ارسال التعليق