لا تدنسوا النخيل العراقي

عدنان الفضلي

يمكنني أن أكون وقحاً وأتجاوز مبكراً على كل من يمسّ نخلة في العراق، فمثلي لا يتحمّل أن يساء لعمته، فكيف إذا كانت الإساءة عمومية للعراق ونخيله.


 
عدنان الفضلي / شاعر وصحفي عراقي 
 
يمكنني أن أكون وقحاً وأتجاوز مبكراً على كل من يمسّ نخلة في العراق، فمثلي لا يتحمّل أن يساء لعمته، فكيف إذا كانت الإساءة عمومية للعراق ونخيله.
أتابع وبوجع عراقي أصيل ما يصدر من سخفاء القوم عبر حملة يشنّها ممن ضاعت أحلامهم بعودة تصدّرهم لأحلام (القياد) والقيادة في مجتمع عراقي جديد يرى الإنسان بوصفه القائد، والتركة الحقيقية لعراق ما بعد الدكتاتورية، وهي حملة حمقاء يتضح من محتواها (الهابط جداً) أنها غير ملتزمة بثوابت الخصومة الشريفة.
كثير من (البوستات) ركزت على مواضيع أراها مخجلة جداً، حين يتبناها من يضع نفسه وبدونية واضحة على كونها نقد، وفي حقيقتها رخص واضح، وجهالة تسوّق على أنها دفاع وطني، منصتها فراغ القوانين على منصات التواصل الإجتماعي.
حتى لا أتفرع سأقول: مذ تأسيسها شاهدت وواكبت مؤسسة (نخيل عراقي) التي أسسها السومري العذب (مجاهد أبو الهيل) وهي تجنح الى حيث لا تفرقة بين مبدع ومبدع، وأقصد المبدع الكلاسيكي والمبدع الحداثي، فقد اشتغلت على الإحتفاء بالجميع دون قراءات لها صبغة العودة للوراء، بل كانت حداثية بطابع مغلف باحترام كبير للكلاسيك الذي نعشقه.
في الأيام الأخيرة ومن دون وازع ضمير وعبر إنفلات سخيف، تابعت حملة شنّت على مؤسسة نخيل عراقي ومؤسسها (أبو الهيل) لسبب مضحك ومبتذل مفاده أن رئيس المؤسسة منح تذكاراً لفنانة من وجهة نظري تعد مميزة، والتذكار كان (قلادة الجواهري) ولم يكن هنالك حفل أو تكريم، بل هو تذكار أهدته مؤسسة عراقية أصيلة لضيفة عربية زارت العراق.
تعالوا نتحدث عن الضيفة والتذكار:
باسكال مشعلاني وهي الضيفة التي تسلمت التذكار من مؤسسة نخيل عراقي تقول سيرتها وبحسب منصة المعلومات العالمية (ويكيبديا) ما يلي:
شكلت باسكال مشعلاني حالة فنية فريدة في تسعنيات القرن الماضي، حيث جمعت بين جمال الفن والصورة، وأصبحت وجهاً إعلامياً لعدة حملات استخدمت أغانيها. 
اكتشفها الملحن احسان المنذر، وانطلقت عام 1989 حيث كانت في العشرينات من عمرها تلقت الدعم من شقيقها وأمها بسبب وفاة والدها مبكراً، أول ألبوماتها كان ألبوم «سهر سهر» مع الملحن جمال سلامة والشاعر عبد الرحمن الأبنودي الذي صدر عام 1991 وحقق نجاحاً كبيراً في المغرب العربي.
أصدرت بعدها العديد من الألبومات مثل «نظرة عيونك»، «بنادي»، «قلبك قاسي»، «لما بشوفك»، «خيالة» الذي حقق هو وألبوم «نور الشمس» الذي صدر عام 2000 نجاحاً كبيراً
لقبت بالعديد من الألقاب حيث لقبها رئيس تحرير مجلة «الشبكة» جورج إبراهيم الخوري بملكة جمال الطرب.
وفي فيلم Spy Game اختيرت أغنية «نور الشمس» للظهور بالفيلم وهو من بطولة براد بيت وروبرت ريدفورد، وفي سنة 1998 كان لباسكال تجربة مع الإعلانات في إعلان Head & Shoulders حيث بثت على جميع المحطات العربية والأوروبية لمدة ستة أشهر.[4]
كما قامت بإحياء العديد من الحفلات والمهرجانات في العديد من الدول العربية والعالم أهمها قرطاج، تطوان وأغادير في تونس وحفلات ليالي التلفزيون في مصر ومهرجان المحبة في سوريا.
تعالوا معي أنا كاتب المقال لأسأل، هل بشرفكم أن تكون هذه الضيفة (ساذجة) أو غير لائقة بحصولها على احتفاء (نخيل عراقي) وهي التي تعدّ من مكتشفات شاعر عظيم بمستوى (عبد الرحمن الأبنودي) وملحن كبير بمستوى (جمال سلامة)
وهل يعاب على العراق أن يمنح مطربة تمتلك كل هذا الإرث الفني لنقول أنه من المعيب إهدائها قلادة (الجواهري) وهي الفنانة الملتزمة التي مثلت الفن الأصيل.
هل جاءت (باسكال مشعلاني) كأي خليعة أو ظاهرة مبتذلة لتدخل الصرح الإبداعي المسمى (نخيل عراقي) حتى تستحق هي أو يستحق المكان كل هذه الضجة التي إفتعلها (الرداحون) الجدد الذين يتصيدون في مائهم العكر جداً الذي يعيشون فيه ويعتاشون عليه.
لله درك يا عراق كم يقسون عليك، وهم الذين لا يريدون لعليائك أن يتصل بعنان أحبته، وكم تحتاج يا وطني لفضاء يستحق شموخ نخيلك العراقي الباسق، ولكن حتماً نثق بأننا أبناءك الخلّص الذين سنبقى شامخين مثلك عبر نخيل لن ينحني.

 

 

مقالات ذات صلة

ارسال التعليق