"طُرق الحرير": كيف سافر الأشخاص والأفكار والأشياء؟

يعود معرض "طُرق الحرير" الذي يُفتتح الخميس، السادس والعشرون من الشهر الجاري، في "المتحف البريطاني" بلندن، ويتواصل حتى الثالث والعشرين من شباطة المقبل، إلى القرن السادس الميلادي حين امتدّت شبكة التجارة القديمة شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً، من أيرلندا إلى الصين.

 


نخيل نيوز – متابعة
يعود معرض "طُرق الحرير" الذي يُفتتح الخميس، السادس والعشرون من الشهر الجاري، في "المتحف البريطاني" بلندن، ويتواصل حتى الثالث والعشرين من شباطة المقبل، إلى القرن السادس الميلادي حين امتدّت شبكة التجارة القديمة شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً، من أيرلندا إلى الصين.
يستند المنظّمون إلى مجموعة حقائق تبرزها العديد من الكتب الصادرة حديثاً، تخالف السائد حول هذه الشبكة الواسعة من الطُّرق، وأنها لم تكن يوماً طريقاً واحداً فقط، وليست طُرقاً برّية بل كانت أجزاء منها عبر بحار وأنهار، ولم يُطلق عليها اسمُ "الحرير" إلّا متأخراً في القرن التاسع عشر من قبل الجغرافي الألماني فرديناند فون ريشتهوفن، وقصَد به الطريق الذي يصل الصين بإيران تحديداً.
يضيء المعرض شبكات متداخلة ربطت المجتمعات عبر آسيا وإفريقيا وأوروبا، ومن شرق آسيا إلى بريطانيا، ومن الدول الإسكندنافية إلى مدغشقر، وكيف شكّلت رحلات الأشخاص والأشياء والأفكار الثقافات والتاريخ عبر جغرافيا واسعة تمثّل معظم سكّان العالَم القديم آنذاك، مع تركيز على المرحلة الزمنية ما بين القرنين السادس والعاشر، التي تسبق رحلة ماركو بولو (1254 - 1324) إلى آسيا الأشهر في تاريخ الطريق.
أُولى القِطع المعروضة هي تمثال صغير لبوذا تمّ صُنعه في شمال غرب باكستان في عام 600 بعد الميلاد تقريباً، ولكن عُثر عليه على بعد آلاف الكيلومترات في جزيرة هيلغو الصغيرة في شرق السويد حيث وصل هناك في بدايات القرن التاسع الميلادي.
وتتنوّع المعروضات في فترة شهدت صعود ممالك وإمبراطوريات مثل ذلك أسرة تانغ (618 - 907 م) في الصين، والخلافة الإسلامية، والإمبراطورية البيزنطية، والإمبراطورية الكارولنجية في فرنسا (87 - 800 م)، وكذلك انتشار البوذية والمسيحية والإسلام، وحدوث هجرات واسعة النطاق وتطوّر التبادلات التجارية بشكل لم يعرفه التاريخ من قبل. 
يستكشف المعرض تبادلات لا حصر على امتداد طرق الحرير مثل الكتب وأدوات الطبخ والأسلحة والمجوهرات والأحجار الكريمة وعاج الفيل والفراء والرخام، وكذلك تقنيات العمارة. فعلى سبيل المثال، تُعرض نماذج من السفن المصنوعة في إيران، وفخار وأزياء نسجت في الإمبراطورية آسيا الوسطى، وأختام إسلامية وخريطة العالم القديم للإدريسي، والحرير الصيني، وتابوت بريطاني، وأوان زجاجية من إيطاليا، ورخام من أرتيريا، وفضة من أستونيا، ويبدو لافتاً أن معظم الأعمال المعروضة قد صُنعت في بلد وتمّ العثور عليها في بلد آخر يبعد آلاف الكيلومترات.

 

 

اخبار ذات صلة

ارسال التعليق