الشاعر العراقي عامر الطيّب في حضرة القيروان العامرة بالضوء
تقرير/ د.الأسعد العياري/ تونس
نخيل نيوز/ خاص
عندما نتمعن في الساحة الأدبيّة التونسية وما تشهده من حركيّة إبداعيّة، نجدها تفتقر إلى محاولات جادّة ومشاريع جديّة موجهّة للأطفال واليافعين... وَلِسَدّ هذا الفراغ الثّقافي نظّمت جمعيّة القيروان الثقافيّة بالاشتراك مع دار الأمينة للنشر والتوزيع فعاليات الدورة الأولى للمسابقة الأدبيّة التلميذية في الكتابة القصصّية بتاريخ 01 ماي 2024، وشهدت أشغال هذه التظاهرة الإبداعية حضور الشاعر العراقي عامر الطيّب الذي حلّ ضيف شرف على مدينة القيروان مدينة الشعر والشعراء وأضاف بهذا الحضور تيمة جمالية شعرية بإلقائه مجموعة من القصائد وقلائد الكلمات كشفت عن فرادة هذا الصوت الشعري وقدرته على الانتقال بالكلمة من مجالها الخشبي وتحويلها إلى فضاء مجازي يرتقي بالعبارة إلى معان مجرّدة بقدّها الشاعر عامر الطيب بقدرة بلاغيّة وتركيبيّة للتعبير عن قضايا إنسانيّة ترُوع موطن الشعور وتربك منطق الفكر والعقل، فالتجربة الشعريّة للشاعر عامر الطيب تحتكم في صناعة المعنى وانشاء الصورة إلى عمليّة لغويّة السانيّة تجمع الخيال الشعري بالفكر والقلب، ونقطة الوصل بین هذين الجانبين هي انعكاس عالم الواقع الحسّني على المخيّلة التي تعيد تأليف تفاصيل المعطيات الخارجية ،، فاستحالت قصائد الشاعر عامر الطيّب. أشبه بعمليّة كيميائيّة تتجاوب فيها العناصر القلبيّة مع الفكرية لتصنع ما هو جديد على الذائقة الشعرية العربية وما استقرّ فيها من تجارب إبداعيّة على امتداد السنوات الأخيرة، وهذا الشكل الجديد الذي أنتجته مع مخيّلة الشاعر من خلال استخدامه المجازي للّغة أعطى للقصيدة فرصة التباعد عن حقيقة الواقع كما يتباعد الطائر عند ما يحلّق بعيدا عن الأرض، وإنّ الدلالات التي ينطوى عليها هذا الطيّب هي صورة أخرى لحقيقة الأشياء والموجودات واللّغة في هذا التغيير الطارئ على الدلاله تمارس واحدة من إمكاناتها الأكثر سريّه والأكثر بعدا عن جزئيّات الواقع وتفاصيله ، وهو ما يمنح الشاعر عامر الطيب تاريخا أدبيّا شعريّا خاصّا به.
ارسال التعليق