عالمية الأربعين

علي موسى الموسوي

ها هو الحسين يرّحبُ بكلِ عاشق للمعرفة، ها هو الحسين يفتح بوابة سفينته الضخمة ليسع الجميع على مختلف الطبقات لأن القضية الحسينية هي قضية عالمية كونية خرجت من إطارها المحلي إلى إطارها العالمي ومن ثم الإنساني حتى أصبحت ظاهرة عالمية لأنها أكبر تجمع ديني في العــــالم.

علي موسى الموسوي/ كاتب و إعلامي عراقي

ها هو الحسين يرّحبُ بكلِ عاشق للمعرفة، ها هو الحسين يفتح بوابة سفينته الضخمة ليسع الجميع على مختلف الطبقات لأن القضية الحسينية هي قضية عالمية كونية خرجت من إطارها المحلي  إلى إطارها العالمي ومن ثم الإنساني حتى أصبحت ظاهرة عالمية لأنها أكبر تجمع ديني في العــــالم.

اِجتمعت القلوب وتآلفت الأرواح وتزاحمت الأجساد فالعيون ناظرة والدموع ثائرة في حب الحسين عليه السلام. 
المسيرة  المليونية التي أدهشت العالم أجمع بعد أن وصل عدد ضيوف مدينة كربلاء المقدسة إلى أكثر من ٢٠ مليون زائر وهو تجمع لم يشهده العالم وأهم ركيزة فيه هو أنه يُنظم تلقائيا دون تدخل أية جهة رسمية أو دولية، فهذه الملايين الهادرة نحو كربلاء لم تأخذ إذناً من أحد ولم تتلق أوامر من أحد ، فحبُ الحسين كامن في نفوس  زواره وهذا الحب هو الذي يدفع الملايين من البشر نحو كربلاء أما مضيف الحسين الذي  يحتضن كل هذه الملايين الهادرة، ويوفر  لهم المأكل والمشرب والمبيت والأمان وكل أسباب الراحة من آخر شبر من جنوب العراق  إلى كربلاء وأيضا من الشمال مرورا ببغداد وصولا إلى كربلاء والغريب هو أنك تشاهد المسلم والمسيحي والصابئي وكل التنوع الديني والثقافي والعربي والكردي من الداخل والخارج. 
الكل يجتمع تحت راية واحدة ألا وهي راية الحسين الإنسانية 
وهنا تبين أن الحسين لجميع الأحرار وأصحاب الضمائر الحية في العالم.

قلّما تجد شاعراً أو أديباً أو منصفاً لم  تستوقفه تلك الدماء التي ما زالت تلهث على أفق هذه المدينة برايةٍ حمراء ترمز إلى ذروة العطاء البشري وتشكّل صلة نابضة حية تروي للعصور قصة ملحمتها الخالدة. 
إنها (كربلاء) التي شهدت أول صرخة ثورية دامية ضد الظالمين, فأصبحت منذ ذلك اليوم منبع حزن لا يزول, وفورة غضب لا تهدأ وما أدراك ما كربلاء.

وما عسى ليميني أن تخط في معناها وما عسى لفكري أن يملي عليها فيما تكتب.. 
إنها كربلاء الحرية والعزة والكرامة والتضحية والعطاء والإنسانية .

ويامن يهيم بعلياء الحسين اِفتحوا أمام عقولكم مسارب الانطلاق إلى دنيا الحسين،  حرروا أرواحكم من ثقل التيه 
في الدروب المعتمة عند ذلك تنفتح دنيا الحسين وعند ذلك تتجلى الرؤية وتسمو النظرة ويفيض العطاء.. 
الحسين هو الباب الذي يلج من خلاله العالم إلى رحاب الإسلام المحمدي الأصيل.

مقالات ذات صلة

ارسال التعليق