عندما يأتيك الفرج في هيأة (سنان العزاوي) الجديدة
رحيم الربيعي
رحيم الربيعي/كاتب وشاعر عراقي
لا يخفى على الكثيرين من المتابعين وأهل الاختصاص أن الدراما أو التعبير الدرامي (بالإنجليزيه: Drama) نوع من التعبير الأدبي يؤدى في المسرح أو السينما أو التلفزيون أو الإذاعة، الكلمة من اللغة الإغريقية القديمة "δρᾶμα" ومعناها تمثيل بخليط من الضحك والجد والواقع والخوف والحزن، وقد تصدرت منصات التواصل الاجتماعي عرض مسلسل عراقي من إنتاج وتمثيل مجموعة رائعة من فنانين ونخب محافظة ذي قار بعنوان (الجنة والنار ) ومن بطولة أسمين لامعين في الفن العراقي وهما سنان العزاوي وأمير عبد الحسين ومن إخراج مصطفى ستار الركابي، ويختص العمل على النوع المأساوي والذي يجسد معاناة بشرية لحياة أهلنا في الجنوب وكيفية التعامل مع الازمات الاجتماعية والآفات التي تنخر المجتمع من خلال صراع الخير والشر..
لا أريد أن أدخل في تفاصيل قصة العمل، وقد شاهدت أغلب الحلقات التي عرضت على المنصة، لكن أود الإشارة إلى أمر مهم جدا وهو انتقال الأوساط الفنية لحالة وقفزة نوعية قد تكون تمرد على السائد، وهي خطوة جيدة شريطة أن يكون هذا التمرد يأتي بنتاج أفضل واجمل..
لقد تناول المخرج أحداث المسلسل بشكل تلقائي، وكأن المتابع أو المشاهد ينظر لأحداث حقيقية من خلال كاميرات مراقبة وليس كاميرات محمولة! وأود أن أشيد بخطوة التمرد التي اعشقها في كل الأجناس الأدبية والفنية، وكذلك أن أقف بكل تواضع على مواضع الخلل والاخفاق والنجاح الذي رافق إنتاج هذا المسلسل الذي يحمل أسم (الجنة والنار) البعيدة عن ثيمة المسلسل، وفي عدة نقاط:
أولا: المبالغة في التلقائية والعفوية يربك المشاهد، ويشتت أفكاره ويشعره بحالة الملل لأن الاسهاب في الحديث يفقدك متعة المتابعة.
ثانيا: تردي الجانب الفني في إخراج الصوت، والصورة وهي أهم مايجذب المشاهد للاستمرار في المتابعة.
ثالثا: لم يوفق المخرج في زج الشعائر الحسينية على الرغم من منظرها المهيب والرائع ولم تستثمر جيدا، ولا يوجد ربط في حبكة المسلسل وتصويره بهذا الوقت أي شهر محرم.
رابعا: افتقار المسلسل لباقي خصائص العمل الدرامي ومضمونه المتمثل بمركزية الشخصية النموذجية التي تمثل الخير.
خامسا: فقدان الحوار الدرامي الذي يعرف على انه خليط من الشعر والنثر والذي يشكل نقطة تحول في كل حدث.
سادسا: لابد من أن أشيد واثمن تلك الجهود الجبارة التي رافقت إنتاج المسلسل في محافظة أصرت نخبتها على تقديم عمل مغاير، ويتناول مواضيع حساسة طالما راح ضحيتها الابرياء في صراعات عشائرية وقبلية تحرق الأخضر واليابس وأنا اعتبره أول الغيث، ثم ينهمر...
وبمجرد حدوث كل هذه الضجة في بلد اعتاد إنتاج الأعمال الدرامية بطرق أكثر أكاديمية وبادوات مهنية صرفة يعتبر نجاح.
تذكرنا هذه الخطوة بانعطافة السينما المصرية وولادة ظاهرة افلام السبكي التي تناولت الواقع المصري من خلال الأبواب المغلقة وفي بيوت أحياء الصفيح، وقد نجحت رغم الهجمة التي شنت عليها انذاك.
اتمنى لأسرة المسلسل ولجميع الذين شاركوا فيه كل التوفيق والنجاح لقادم الإبداع وأن تكون هذه الخطوة وهذه التجربة فاتحة لأعمال مشابهة ومتكاملة دون أي خلل.
ارسال التعليق