غالب الشابندر .. ضمير متصل بالوطن

باحث ومفكر عراقي ولد عام 1942 في محافظة الكوت.
أكمل الابتدائية والمتوسطة في ثانوية الحي والاعدادية في بغداد إعدادية النضال.
أكمل دراسته الجامعية في كلية أصول الدين في بغداد.
ينتمي إلى عائلة ثرية، لكنه منذ صغره بحث عن التراب والزوايا المهملة في البيت الكبير المطلّ على نهر الغراف في مدينة الحي، فألقى جسده هناك، تلّمس خشونة التراب فوجده ناعماً، وتطلّع إلى العتمة فوجدها مضيئة، وتحسّس ضيق المكان فوجده رحباً، وبذلك اختار مكانه في الحياة، فاستقرت نفسه بين الخشونة والظلام والضيق، لا يستطيع أن يفارقها، يبحث عنها دائماً ويحلّق في أجوائها إلى أعلى المديات، وحين تضطرّه الأوقات إلى الخروج والظهور واللقاء والإجتماع، فإنه يتنفّس بصعوبة حياة الترف، يختنق بهذا الهواء المعطّر، فيقضي الساعات متقلّباً على قطع من الزجاج الجارح والمسامير الناتئة، ثم ما يلبث أن يغادره نحو الضياع، وأجواء المتشرّدين.
غالب الشابندر مملوء بالتناقضات والغرائب، هائم في دنياه الخاصّة، محلّق في فضائه، وبغير هذه التناقضات والتقلّبات والجنون والعبث والمشاكسة والاستقرار والاضطراب، لن يكون غالب الشابندر، سيصبح شخصاً آخر، لا يعرف الكتابة البارعة ولا يجيد طرح الفكرة المبدعة، ويفشل في اكتشاف الرؤية الفاحصة.
هو نموذج خاص لن يتكرّر، لقد صاغ نفسه بهذا القالب المختلّ، وأصرّ أن يبقى فيه ما بقي حيّاً. ومن يريد أن يجري عليه تعديلاً لن يواجه إلا الفشل. ليس لأنّه عنيد متحجّر بل لأنّ القالب الذي وضع نفسه به، متغيّر متحرّك، تتحكّم به الفكرة التي يقتنع بها، والفكرة عنده خاضعة للنقاش المستمرّ، ينظر إليها كل يوم، وكل ساعة، يؤصلها أو يعدلها أو يطورها أو ينفيها ويشطب عليها. يناقش ذلك مع نفسه بشكل مستمر، حوار متواصل وبحث متواصل وتأمّل طويل مرهق.
يبحث عن النقطة الخفيّة، عن شيء ضائع في الحياة، عن أمر مدفون تحت التراب، فيلتقطه في أشدّ ظروف العتمة والظلام، ويقضي الوقت الطويل، يتأمّله ثم يجليه فيجعله برّاقاً لامعاً مضيئاً.
وحين يفعل ذلك، لا يهّمه ما سيقوله الآخرون عنه، يكفي أنّه اقتنع بما توصّل إليه، فيكتب ويتحدّث بلا خوف، فهذه الحياة له، والفكرة التي توصّل إليها يمنحها للحياة، بصرف النظر عن ردود الفعل، لا يهمّه من يغضب ومن يرضى، المهم أنّه اقتنع بها، أو أقنع نفسه بها أو أراد أن تكون مقنعة له.
إرتبط إسمه بذاكرة الحركة الإسلامية العراقيّة كمفكّر ومنظّر لها ومسؤول عن تثقيف شبابها خلال حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن السابق.
غادر العراق 1977 إلى الكويت ثم إلى إيران وسوريا وأوربا وعاد سنة 2003 .
من أقواله :
كما أن الإنسان في حاجة إلى الله في وجوده فإن الله بحاجة للإنسان لمعرفته .
الصدق مع الذات انتحار
الموت أكبر مهزلة في التاريخ
الإنسان بلا خالق عدم
والله بلا مخلوق عاقل عماء
أبرز ما يميّز أفكاره مرونتها وتفاعلها مع مستجدات حركة الحياة والإنفعال بها إيجابيًا.
ولذا تراه في تحوّل دائب ومتواصل برؤاه وأفكاره بخلاف كثير من المفكّرين السكونيّين الإسلاميّين وغير الإسلاميين الذين ازدادوا تطرّفًا وتشدّدًا مع تقدّم التجربة رغم ظهور نتائجها المريرة.
ولكن الشابندر رفض هذه المكابرة وإلتزم بأخلاق المفكّر الباحث عن الحقيقة مهما كان طريقها محفوفًا بالمغامرة والتضحية والخسارة سواء كانت هذه الخسارة ماديّة أو معنويّة.
يبدو في مؤلفاته التي تجاوزت الثلاثين، قاسيًا في نقده للذات ومراجعة أفكاره وسلوكياته، ويزهو بذلك لاعتقاده أنها ميزة استثنائية للمفكرين الأحرار في العالم.
من أهم مؤلفاته:
العقل
نقد أخبار السيرة النبوية
أسفار الجسد
خسرت حياتي في أربعة أجزاء
كتاب الله .. قراءة معاكسة
الجسد الشيعي
العودة إلى الرصيف / رواية
الأب القاتل / رواية

message.Client.related_iraqipalm