العبادي.. رجل النصر الذي هزمته التحالفات السياسية
حيدر جواد العبادي (وُلد عام 1952 في بغداد) رئيس الوزراء العراقي السابق، تولى منصبه في عام 2014، كان عضواً بارزاً في حزب الدعوة الإسلامية قبل أن يعلن إنسحابه منه ليترأس بعدها تحالف النصر، ولقد عاش في كنف عائلة ذات أصول جنوبية، وعرفت في منطقة الكرادة الشرقية بالتجارة ومحلات العطارة.
رجل الانتصارات وقائد معارك التحرير، قاد ميادين جبهات القتال وأعلن انتصار العراق على داعش في كل المدن التي سيطر عليها التنظيم، كما استطاع ان يجعل ساحة المعركة ملتقى لجميع الأضداد الذين يجمعهم هدف تحرير العراق وتفرقهم الرايات الأيديولوجية.
قائد النصر الوحيد الذي تنكر له رفاقه وتخلت عنه حاضنته السياسية بعد ان مسح عن تاريخها غبار الهزائم، رجل الارقام الصعبة الذي هزمته التحالفات السياسية في أول تقاسم للسلطة بعد الانتخابات التي مهد لها بانتصاراته المتسارعة.
أدار وجهه نحو الوطن بعد تسلمته رئاسة الحكومة وغادر حزبه بعد ان ضاق ذرعاً باطره الضيقه ليكون الفضاء الوطني وجهته نحو التاريخ.
مسيرته الحزبية:-
أصدر العبادي كرّاساً يشرح فيه مسيرته «الجهادية» مع حزب الدعوة الإسلامية، ضمن حملته للدعاية الانتخابية الحزبية، ذكر فيه أنه انتمى إلى حزب الدعوة عام 1967. وكان عمره آنذاك خمسة عشر عاما. واختير مسؤولا لتنظيمات الحزب في بريطانيا عام 1977. وحصل على عضوية القيادة التنفيذية للحزب عام 1979.
وفي عام 1980 اختير مسؤولا لمكتب الشرق الأوسط للحزب، الذي كان مقره في بيروت، لكنه بقى يدير المكتب من لندن، مما ولد اشكالات داخل الحزب أدت إلى استبداله، وفي سنة 1983م قرّرَ مجلس قيادة الثورة سحب جنسية حيدر العبادي، وأُعيدت له بعد الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003.
سمى حزب الدعوة العبادي متحدثا باسمه، لكنه لا يظهر إلى الإعلام، إلا قليلا.
انسحب العبادي من جميع مواقعه في حزب الدعوة عام 2019 ودعا في انسحابه إلى المراجعة النقدية والتجديد بالخطاب والهيكلة لما يعانيه الحزب من انقسامات كبيرة.
خلال مسيرته في العراق منذ عام 2003. تسلّم منصب وزير الاتصالات في الحكومة الانتقالية التي ترأسها إياد علاوي، ثم نائبا في البرلمان عام 2005.
ترأس لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية في البرلمان عام 2005. واللجنة المالية في البرلمان عام 2010، وواجه صراعات سياسية عديدة بخصوص موازنة البلد المالية لعام 2013. ليكون بعدها رئيساً للوزراء عام 2014 إلى عام 2018.
طُرح اسم العبادي كأحد أبرز مرشحي حزب الدعوة لرئاسة الوزراء عام 2006، أثناء عملية استبدال إبراهيم الجعفري، وعاد ليطرح اسمه من جديد وسط مفاوضات تشكيل الحكومة عام 2010، وبعد انتخابات 2014 تولى منصب نائب رئيس مجلس النواب العراقي، وفي 11 آب 2014 كلفه التحالف الوطني ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم بتشكيل الحكومة ليكون رئيس مجلس الوزراء الجديد خلفاً لنوري المالكي رئيس إئتلاف دولة القانون والذي قدّم احتجاجاً إلى المحكمة الإتحادية بأنّه الأحق بتولي المنصب. ثمّ بعد عدّة أيام تنازل نوري كامل المالكي لصالح حيدر العبادي وسحب المالكي القضية الّتي قدّمها إلى المحكمة الإتحادية، والتي تضمّنت اتهام الرئيس العراقي فؤاد معصوم بخرقه للدستور عندما كلف حيدر العبادي بتولي رئاسة الوزراء العراقية.
* في 8 سبتمبر 2014 قبل يومين من انتهاء المهلة الدستورية أعطى البرلمان العراقي الثقة لحكومة العبادي.
* في 9 أغسطس 2015 أعلن حيدر العبادي عن مجموعة قرارات وإصلاحات أبرزها إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية (نوري المالكي وأسامة النجيفي وإياد علاوي) ونواب رئيس مجلس الوزراء (بهاء الأعرجي وصالح المطلك وروز نوري شاويس) في استجابة للاحتجاجات الشعبية الأخيرة، وأقر مجلس الوزراء العراقي القرارات التي أصدرها.
* بعد مظاهرات واحتجاجات إستمرّت حوالي عام قرر العبادي في نيسان 2016 تشكيل حكومة تكنوقراط وكفاءات جديدة وإختار الشخصيات المستقلة فيما أبقى منصب وزارة الخارجية لإبراهيم الجعفري.
* إختارت مجلة فورين بوليسي الأميركية رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كأبرز المفكرين العالميين لعام 2017، وأشار كاتب التقرير أن العبادي استطاع أن يرجع العراق موحد ابان فترة رئاسته للحكومة العراقية.