مسرح الطف ( التشابيه ) عشق وفطرة وإبداع

علي جويد

الكثير من المطلعين على الفنون عموما وعلى فن المسرح خصوصا يعتبرون فن المسرح اصل الفنون ،

 


علي جويد | كاتب عراقي


الكثير من المطلعين على الفنون عموما وعلى فن المسرح خصوصا  يعتبرون فن المسرح اصل الفنون ،  ويعود تاريخ المسرح الى عصور بعيدة اي انه ظهر في القرن السادس قبل الميلاد في اليونان ويعد ارسطو من اقدم من كتب للمسرح وعمل فيه ، ومر المسرح العالمي بمراحل عدة متنقلاً باجواء دينية واسطورية وملحمية تحولا الى القرن الخامس قبل الميلاد ، واعتبر المسرح اليوناني  الروماني والاغريقي من ابرز المسارح في العالم قدماً  ومن ابرز من كتب فيه ورواده أريستوفانوس وسينيك و مارتن لوثر و  شكسبير  وراسين وكورناي والمسرحي العالمي مولير  ولو احصينا اعداد مبدعي المسرح العالميين والعرب منهم  لكانوا بالمئات او الالاف ومع تطور المسرح وهذا التاريخ العريق بوجود السينوغرافيا والموسيقى والاضائة والمؤثرات المرئية وصل المسرح لمستويات عالية جداً من الحرفية والابداع واُسست معاهد وجامعات لتخرج المسرحيين الاكاديميين المحترفين لينجزوا مسرحاً وفق نصوص مسرحية ورؤى اخراجية معينة متسابقين بعضهم البعض بمن هو الاكفأ والاجود بصناعته ولا يستطيع الانسان العادي ان يخوض ضمار تجربة المسرح الا بمروره باسس المسرح ودراسته او انه يملك هذه الموهبة التي يلهمها الله للناس ليكونوا مبدعين في حياتهم بكوميديا معينة او امكانية التقليد او التشبيه ، لكن في مسرح الطف او( التشابيه ) كما تسمى يختلف الموضوع هنا فنجد اناس عاديين يمتهنون مهن بعيدة عن المسرح او الفن يتقنون اداء ادوار مهمة في ملحمة مهمة الا وهي واقعة الطف ، والغريب في ادائهم هي الاحترافية والاتقان للادوار حتى انك في بعض الاحيان تندمج مع المشاهد وتغيب عنك انها تمثيلية لشدة ما وضع فيها من عواطف واداء مسرحي متقن ، وقد يعترض البعض ومن المختصين منهم تحديداً كوني اسميته مسرحاً وذلك من باب الاكاديمية او الخبرة او حتى الاسس الفنية للمسرح لكني وفق متابعتي لهذا الفن الجميل ومشاهدة الاداء واتقان الادوار في الشارع او ساحات مخصصة للتشابيه لم اجد تسمية تليق بما يقدمونه  الا (مسرح الطف)  لهؤلاء البسطاء من عشاق الحسين ولكوني اعرف ان مسرح الشارع او المسرح الجماهيري هو من اهم انواع المسرح العالمي ،  واعتقادي ان هذا الابداع سببه عشقهم للقضية الحسينية التي جعلتهم يعيشون كل تفصيلة صغيرتها قبل كبريتها بهذ الثورة الحسينية الكبيرة في كل مجالات الانسانية ، فلا ارسطو ولا شكسبير ولا حتى مولير استطاعوا ان يجسدوا بفطرة وبساطة ملحمة تشابه هذه الملحمة الا وهي ملحمة الطف الخالدة وباناس بسطاء اقصى حرفيتهم في المسرح انهم يعشقون الحسين "ع" عشقاً فطرياً . 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

مقالات ذات صلة

ارسال التعليق