كيف يمكن للألم المزمن أن يؤثر على حياة الأطفال؟

أوس ستار الغانمي

أوس ستار الغانمي / كربلاء 

 

يعد الألم المزمن إحدى المشاكل الصحية ضائقة عاطفية في طب الأطفال، ويعرّف بأنه أي ألم يلازم الشخص لفترة من 6أشهر، سواء كان متوسطاً أو شديداً، وقد يستمر لسنوات.

ويعرّف الألم المزمن أيضا بأنه الألم الذي يمتد إلى ما بعد الفترة المتوقعة للشفاء، حوالي 25% من الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن يصابون بحالة تسمى متلازمة الألم المزمن، إذ يبلغ عنه واحد من كل خمسة أطفال أو مراهقين، وهو أكثر انتشاراً بين الإناث مقارنة بالذكور، يترافق مع اضطراب مزمن (مثل السرطان، أو التهاب المفاصل، أو السكري، أو الألم العضلي الليفي)، ومن الأشكال الأكثر شيوعا له آلام العضلات والعظام وآلام المعدة والصداع.

 

آلام بلا أسباب عضوية

بدأت محنة هايكه نوردا بحادث دراجة هوائية وخضعت للعديد من العمليات الجراحية في ركبتها وانتهى الأمر بتضرر أحد الأعصاب جراء إحدى هذه العمليات. وعانت نوردا من الآلام طيلة الثلاثين عاما الماضية. وكانت تعيش على مسكنات الألم القوية ذات الآثار الجانبية الهائلة. وحدثت نقطة تحول عندما كانت في إحدى عيادات الألم المزمن.

وقالت: "قال لي أحد الأطباء أنك سوف تعانين من الألم طوال حياتك. لذا يجب عليك تعلم السيطرة عليه ولا تسمحي له بالسيطرة عليك".

غالبا ما يضطر فينفريد مايسنر، مدير قسم علاج الألم في مستشفى ينا الجامعي، إلى كبح آمال مرضاه بأن الألم سيختفي بالعلاج الصحيح. ويوضح أن "هدف العلاج ليس وقف الألم -نظرا لأن هذا لن يحدث عندما يكون الألم مزمنا " مضيفا أن التأكيد يكون عوضا عن ذلك على تدريب المرضى على التكيف مع مرضهم وعرض عليهم أنشطة سوف تجعلهم أفضل ويستطيعون الانجاز مجددا.

 

أسباب الألم المزمن

يختلف الإحساس بالألم من طفل إلى آخر، ويعانون من مشكلة في نظام الأعصاب والغدد التي يستخدمها الجسم، وهناك عوامل تؤدي إلى الألم المزمن ومنها: كبار السن، العامل الوراثي، الإصابات السابقة، الخضوع لعملية جراحية، الاجهاد المتكرر، التدخين، النساء، السمنة.

 

في الغالب الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن وفي الغالب يرتبط الألم المزمن بحالات عديدة، منها: أسباب الصحية، أسباب جسدية، أسباب عاطفية.

 

 

 

يؤدي إلى الاكتئاب واضطراب اختلال المزاج

كما يؤثر الألم المزمن على الحالة المزاجية نسبة 2% منالأطفال وإعاقة الفرد عن أداء وظائفه اليومية، واحد من كل %40 طفلا تحت العاشرة، يعانون من الاكتئاب.

كما يرتبط بزيادة نسب الاكتئاب والقلق المزمن، بل إن بعض الدراسات تخبرنا عن تأثيرات أعمق له، حيث تربط بينه وبين تشوه هوية الفرد أو حتّى فقدانه لها، فمثلا: "شعوري الدائم والمتكرر بآلام الصداع يؤثر على أدائي للمهام التي أقوم بها للحفاظ على مكانتي في المجتمع، وينعكس على إحساسي بذاتي وثقتي بقدرتي على العمل وتحقيق خططي المستقبلية.

 

دراسة: التعايش مع الألم المزمن قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف

توصلت دراسة جديدة إلى أنّ الألم المزمن، مثل التهاب المفاصل، أو السرطان، أو آلام الظهر، الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، يزيد من خطر التدهور المعرفي والخرف.

 

والحُصين، عبارة عن بنية دماغية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتعلم والذاكرة، وزاد عمره حوالي عام لدى شخص يبلغ من العمر 60 عامًا، ويعاني من ألم مزمن في موضع ما مقارنة مع من لا يعانون من الألم.

 

وعندما شعر بالألم في مكانين بالجسم، تقلص حجم الحُصين أكثر من ذلك، أي ما يفوق عامين بقليل من الشيخوخة، بحسب تقديرات الدراسة التي نُشرت في مجلة "Proceedings of the National Academy of Science" أو"PNAS"، الاثنين.

 

وقال المؤلف تو ييهنغ وزملاؤه، وهو أستاذ علم النفس في الأكاديمية الصينية للعلوم في بكين، إنه "بعبارة أخرى، كان حجم الحُصين (حجم المادة الرمادية) لدى فرد يبلغ من العمر 60 عامًا مصابًا (بألم مزمن) في موقعين من الجسم مشابهًا لحجم الحصين لدى من يبلغون من العمر 62 عامًا، ولا يعانون من آلام.

 

ووجدت الدراسة أن الخطر يرتفع مع زيادة عدد مواقع الألم في الجسم. وكان حجم الحُصين أصغر بأربع مرات تقريبًا لدى الأشخاص الذين يعانون من الألم في خمسة مواقع أو أكثر من الجسم مقارنةً مع من يعانون من اثنين فقط، أي ما يعادل ثماني سنوات من الشيخوخة.

 

وقال الدكتور ريتشارد إيزاكسون الباحث في مرض الزهايمر، وطبيب الأعصاب الوقائي بمعهد أمراض الأعصاب في ولاية فلوريدا الأمريكية، وغير المشارك في الدراسة الجديدة، إنّ "سؤال الناس عن أي حالات ألم مزمنة، والدعوة إلى رعايتهم من قبل اختصاصي الألم، قد يكون عامل خطر قابل للتعديل مضاد للتدهور المعرفي الذي يمكننا معالجته بشكل استباقي".

 

مقالات ذات صلة

ارسال التعليق