"كوب شاي يبرد" إصدار شعري جديد للشاعر العراقي إيهاب شغيدل
نخيل نيوز | خاص
صدر حديثاً عن دار الرافدين للنشر والطباعة والتوزيع في العراق مجموعة شعرية جديدة للشاعر العراقي إيهاب شغيدل بعنوان "كوب شاي يبرد" ضمّت 58 نصاً قصيراً في 80 صفحة، ومن المقرر أن يوقع شغيدل المجموعة على هامش فعاليات مهرجان "أنا عراقي أنا أقرا" الذي سيقام يوم السبت القادم.
وتتميز المجموعة بأسلوب شعري رقيق ومتصالح مع اللغة والتجربة الإنسانية، كما يتضح من نصوص مختارة منها:
.عطر المغادرة:
الكثيرُ من الطيور
تموتُ جراءَ حصاةٍ طائشة
ربما يكونُ قد رماها طفلٌ ما
وكان يقصدُ أن يلقيها في المياه
الكثيرُ من الطيور
تغادرُ أعوادَ الأشجار
جراءَ مرورِ رجلٍ لا يعرفُ إلى أين يتجه
إنَّنا نضيعُ
في ذلك الريش الَّذي يسقط
نتبضعُ أجنحةً من ذلك العطرِ
عطرِ المغادرةِ
والسيرِ إلى المجهول
إذ يرصد الشاعر موت الطيور وغيابها بفعل عوامل عابرة، ويربط بين هذا الفقدان والسير نحو المجهول في الحياة.
.المكان المناسب:
رأيتكِ في المكانِ المناسب
في الوظيفةِ الأصيلةِ للإنسان
رأيتكِ في الحديقةِ تتشكلين
وتوزعين الجذورَ على الطين
كان اخضرارُكِ مضطرباً
بينما البشر يحاولون بأجسادهم الأليفة
أن يظهروا بشكلٍ لائقٍ
رغم ذلك كنتِ تبذلين جهدا
حتى تواصلي البقاءَ
داخلَ دائرةِ الحلمِ الَّذي يصعبُ نسيانُه
أو تصديقُه حتى.
يلتقط شغيدل لحظةً إنسانيةً دقيقة في الحديقة، حيث تتشكل الجذور ويستمر الإنسان في محاولاته للبقاء والتواصل مع الحلم.
تاريخ الكذب:
لا يوجدُ تاريخٌ للكذب
وآخر للمحبة
لا يوجدُ تاريخٌ للبراءة
وآخر للجدران،
ما موجود حقاً
هي تلك الأجساد التي تُحبُّ
وتزولُ بفعلِ المضي قدماً...
تلك الروائح الفائقة
للنفس
والآثار الباهرة للمرء
عندما يجري إلى شارعٍ
أو ينامُ خارجَ النسيان.
يعكس تأملات في الحب والبراءة والمضي قدماً، مستحضراً أثر الأجساد والروائح والآثار التي يتركها الإنسان في الحياة.
تمثل هذه المجموعة إضافة نوعية للمشهد الشعري العراقي، حيث تجمع بين الصور المدهشة واللغة المشبوبة بالتأمل والخيال، لتؤكد على حضور قصيدة النثر كمساحة للتجريب الفني والوجداني.


ارسال التعليق