تعاون عراقي بريطاني يكشف "مفتاح" أولى الحضارات الإنسانية
نخيل نيوز - متابعة
ذكرت صحيفة "أكسبرس" البريطانية أن قصراً سومرياً يعود عمره إلى 4500 سنة، اكتشفه علماء الآثار مؤخراً في الموقع المعروف باسم "تيلو" في الجنوب العراقي، ربما يتضمن "مفاتيح" تساعد في فهم هذه الحضارات الأولى في تاريخ البشرية.
وأوضح التقرير البريطاني، أن فريقاً من علماء الآثار البريطانيين يقوم منذ العام 2015، بالتنقيب في الموقع المعروف سابقاً باسم "تيلو"، حيث كانت تقع مدينة "جيرسو" القديمة، في سهول جنوب العراق.
وبين التقرير أن السومريين القدماء الذين استوطنوا الهلال الخصيب في الجنوب منذ نحو 5300 سنة قبل الميلاد إلى 1940 قبل الميلاد، هم من وضعوا الأساس للحضارة الحديثة، وساهمت الحفريات الأخيرة في "جيرسو" بوصول علم آثار بلاد ما بين النهرين إلى تلك الحقبة.
وأشار التقرير إلى أن فضل هذه الحضارة مرتبط بشكل أساسي في تطوير أول لغة مكتوبة وفي سن أول القوانين المكتوبة، بينما من المعتقد أن "جيرسو" تعتبر من إحدى أولى الأماكن الاستيطانية للإنسان.
ولفت التقرير إلى أن المساهمات والإنجازات السومرية كانت أيضاً في مجالات الفنون والدين والعلوم والرياضيات والهندسة المعمارية والتنظيم الاجتماعي والتي تمثل الأساس لبناء الحضارات الأخرى في المنطقة الخصبة لبلاد ما بين النهرين والمناطق المجاورة لها.
وبحسب التقرير فإن أمين المتحف البريطاني والخبير في حضارة بلاد ما بين النهرين القديمة، سيباستيان راي وفريقه هم من اكتشفوا القصر والمعبد اللذين يوصفان بأنهما "مهد الحضارة".
ونقل التقرير عن راي قوله إن مدينة "جيرسو" تعتبر "واحدة من أهم المواقع التراثية في العالم والتي لا يعرفها سوى عدد صغير جداً من الناس".
وأكد التقرير أنه في العام 2015، بدأ المتحف البريطاني ومؤسسة "جيتي" والهيئة العامة للآثار والتراث في العراق، بتمويل مبادرة تعاونية للتنقيب في موقع "جيرسو".
وتابع أن المتحف البريطاني بدأ بتطبيق برنامج مخصص للعراق ضمن مخطط للمساعدة في إنقاذ المعالم الثقافية في العراق وسوريا والتي كانت عرضة للمخاطر والتدمير بسبب الفظائع المستمرة التي كان يرتكبها تنظيم داعش.
وأشار الى أن الحفريات الأخيرة في هذا الموقع الأثري كشفت أنه بقي على حاله لمدة قرن تقريباً إلى أن وصل باحثون من المتحف البريطاني، موضحاً أنه جرى نقل أكثر من 100 ألف لوح مسماري خلال العديد من عمليات التنقيب في "جيرسو" منذ اكتشافها للمرة الأولى في العام 1877 من قبل عالم الآثار الفرنسي إرنست دي سارزيك، فأنه لم يكن من الواضح ما إذا كان الموقع يتضمن أي قطع أثرية مهمة أخرى أم لا.
وقال التقرير إن الصور التي التقطتها الطائرات المسيرة في العام 2022 كشفت عن آثار لم تكن مرئية سابقاً ومدفونة تحت سطح الأرض، مضيفاً أنه جرى التنقيب عن جدران قصور الملوك والمشيدة بالطوب، مما يبرهن على أنه تم تحديد موقع المبنى المركزي لمدينة "جيرسو" الرائعة أخيراً، كما أن الباحثين اكتشفوا أكثر من 200 لوح مسماري من تحت أنقاض الحفريات في القرن التاسع عشر.
ارسال التعليق