"يوتوبيا وديستوبيا جسد" ديوان جديد للشاعرة المصرية نورا عثمان
نخيل نيوز /خاص
يصدر عن دار الأدهم للطباعة والنشر في مصر ديوان جديد للشاعرة المصرية نورا عثمان بعنوان " يوتوبيا وديستوبيا جسد".
و نورا عثمان هي شاعرة ومترجمة مصرية.
-صدر لها:
-ديوان بعنوان "أكثر من صورة في شريط الكاميرا" عن دار الأدهم للنشر والتوزيع عام ٢٠٢٢.
-كما صدرت لها مختارات شعرية للشاعر الأفرو- أمريكي (كلود مكاي)، من اختيارها وترجمتها، بعنوان "أعرفُ الكلمةَ السحرية" عن دار أكوان للنشر والترجمة عام ٢٠٢٣
-ديوان يوتوبيا وديستوبيا جَسَد
-هي أيضًا مهتمة بالفنون، وتمارس الفن التشكيلي كهواية.
-نُشِر العديد من قصائدها، ترجماتها، وبعض من لوحاتها في صحف ومجلات عربية ومحلية. كما شاركت في العديد من الفاعليات الثقافية داخل مصر وخارجها.
من نصوص الكتاب :-
الليالي
تنسى زهورٌ نفسَها في قُبلةِ الشمسِ الطويلةِ والأخيرةِ.
يشتهي ظلٌّ تخـفِّـيَهُ البطيءَ،
وتدخلُ الأضواءُ في لُطفٍ إلى ليلٍ، كسيّدةٍ إلى حفلٍ.
ويعلو صوتُ قلبي.
في الليالي، في جَمالٍ لا يحاولُ أن يكونَ مؤكدًا، يبدو كحلمٍ،
أشتهي الدُّنيا، كما لو أنّني توًّا تكـوَّنَ لي فمٌ ويدٌ وعينٌ...
كلُّ ما لم ألتفت صُبحًا لهُ، يأتي غزيـرًا:
مَقبِضُ البابِ، الزهورُ على السياجِ،
السيداتُ بمِشيةٍ يرتـجُّ فيها جذعُهنَّ،
طريقةُ الأشجارِ في مدِّ الظلالِ،
سمارُ جِلدٍ فوقَ قَدٍّ سمهريٍّ،
واندلاعُ الضوءِ من شفةِ النوافذِ
هذه الأشياءُ تأتيني، ويعلو صوتُ قلبي...
هادرًا كالماءِ تدفـعُهُ السَّواقي، كالطبولِ بجلدِها المشدودِ يصخبُ،
إذ أُجرِّدُ مَن أُحبُّ لهُ التجرُّدَ مِن ملابسِهِ/ ملابسِها،
وأقطفُ ما أُحبُّ لهُ التكدُّسَ فوقَ طاولتي،
وتأكلُ نظرتي جسدًا وفاكهةً مُحرَّمةً،
وأعبثُ بالحياةِ كما أريدُ،
وربّما بطريقةٍ سُوقــِيَّةٍ، لكنـَّها الأحلى!
لماذا أدَّعي أن الحياةَ جميلةٌ دونَ انحلالِ القلبِ؟!
لم أشعرْ بقلبي مرَّةً،
وأنا بلا حبٍّ يــُحرِّضُني على جذبِ الحياةِ إلى سريري.
كم يكونُ القلبُ حـيًّا وقتَها، ويدقُّ في عنفٍ،
ويشبهُ زهرةً في قُبلةِ الشمسِ الطويلةِ لم تــُفِق؛
ألقتْ إلى سُكرٍ لذيذٍ وعيَها، وتوهَّجتْ كُــلِّـيـَّةً،
فيما تَلُفُّ بها الليالي كالأراجيحِ التي كم خِفتُ منها.
في مهبِّ الريحِ هذا العمرُ...
فلأفرحْ بما اختطفتْ يدايَ من الهناءةِ، وليطلْ فَرَحي،
فقد أترعتُ كأسي.
تدخلُ الأضواءُ في لطفٍ إلى ليلٍ، كسيّدةٍ إلى حفلٍ،
وأشربُ مِن مُدَامَتِها الشهـيَّـةِ شَربَةً،
وأُحسُّ أنّي سوفَ أبقى دائمًا عطشى ومُدمِنةً لها.
ارسال التعليق