«الحب الأول»... رواية ترسم صورة قاتمة للعواطف الجياشة
نخيل نيوز - متابعة
عن دار «أقلام عربية» بالقاهرة، صدرت طبعة جديدة من رواية «الحب الأول» للكاتب الروسي الأشهر إيفان تورجنيف (1818 - 3 188) التي تعد رغم حجمها الصغير نسبياً من كلاسيكيات الأدب العالمي.
ويقدم النص الذي ترجمه رمسيس يونان صورة مختلفة تماماً عن صور الحب التي اعتادها القارئ، فالحب هنا هو القاتل الحقيقي الذي يزهق الأرواح مع سبق الإصرار والترصد، إنه المأزق وليس الخلاص.
بعد أن ينصرف الضيوف في ساعة متأخرة من الليل، يبدأ الحديث ويحكي فلاديمير بتروفيتش لصديقه قصته أو سيرة حبه الأول والذي يحلو له أن يصفها بأنها قصة تخرج عن المألوف بوصف أنها عذاب مبرح لا يتمنى أي شخص أن يحياه. نشأ البطل الرئيس في وسط أرستقراطي حيث استمتع بحرية تامة رغم كونه لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره إلا أن لقاءه بالشخصية الرئيسة «زنيدا» كان بداية شعوره بأن الحياة والجحيم سواء، فتلك الفتاة الجميلة بشكل عصي على التوقع لم تبادله نفس الحب.
ولد إيفان تورجنيف 1818 في أملاك عائلته قرب جبال الأورال وهو ابن لأسرة روسية عريقة، كان أبوه فارساً في إحدى كتائب الخيالة ومات عندما كان إيفان في سن السادسة عشرة فرعته أمه فرفارا وهي من أسرة برجوازية كانت تملك أراضي واسعة. درس إيفان في جامعة موسكو ومن ثم جامعة سان بطرسبرغ، إلا أنه أرسل إلى برلين 1843 وتلقى تعليمه على يد معلمين، ألماني وفرنسي، ومن هناك جاء احتكاكه بأوروبا التي عاش فيها وعلى يدها ترجمت أهم الأعمال الأدبية له.
كانت كتاباته الأولى مشغولة بوصف حياة الفلاحين الروس البائسة، ثم كتب بعد ذلك روايته «عش النبلاء» ثم تلاها بتحفته «الحب الأول» والتي تتطابق في أحداثها مع جزء كبير من حياة تورجنيف نفسه، فالأب في الرواية قريب من أبيه في الواقع، كما أن فلاديمير بتروفيتش وقصته مع «زنيدا» تشبه كثيراً قصة حب تورجنيف للمغنية الفرنسية بولين جرسيا التي كان يكن لها مشاعر جياشة رغم معرفته جيداً بالنتيجة وأنه يعيش حباً من طرف واحد.
تُرجمت رواية «الحب الأول» إلى العربية أكثر من مرة، فقد تجرمها محمود عبد المنعم مراد وصدرت ضمن مشروع «الكتاب للجميع»، كذلك صدرت ترجمة أخرى عن دار «التقدم» في موسكو أنجزها غائب طعمة فرمان، كما ترجمها الناقد والمترجم البارز رمسيس يونان، أحد أقطاب الحركة السريالية في مصر.
ارسال التعليق