انقسامات كثيرة.. هيئة تحرير الشام تعيش أزمة وجودية

كشف مصدر سوري عن توترات متزايدة بين فصائل هيئة تحرير الشام" التي تعاني من انقسامات داخلية وتباينات عميقة بشأن مستقبلها السياسي والعقائدي.


نخيل نيوز - متابعة
كشف مصدر سوري عن توترات متزايدة بين فصائل هيئة تحرير الشام" التي تعاني من انقسامات داخلية وتباينات عميقة بشأن مستقبلها السياسي والعقائدي.
وقال المصدر في تصريح صحفي إن "هناك تصعيد حاد عصف بصفوف الهيئة، شمل مشادات كلامية وتعديات جسدية، إثر اعتقال المدعو "أبو سفيان الجبلاوي" في مدينة جبلة الساحلية، عقب تنظيمه حفلًا دينيًا على الطريقة الأفغانية، ما أثار جدلًا واسعًا".
وذكر المصدر أن "السلطات ألقت القبض على الجبلاوي في مدينة "جبلة" الساحلية بعد تنظيمه الحفل الذي أعقبه مسيرة دينية مرفقة بأناشيد، أبرزها أنشودة "نحن أنصار الشريعة".
وأشار المصدر إلى أن "الجبلاوي ظهر مرتديًا الزي الأفغاني في مدينة جبلة، ذات التركيبة الطائفية المتنوعة، حيث قدّم الطفل التركستاني عبد الله خلال الحفل، وهو ما اعتبر ذريعة مناسبة لاعتقاله".
وأوضح أن "الحفل لم يكن إلا غطاءً للتوترات المتصاعدة داخل هيئة تحرير الشام، حيث بدأت الخلافات العميقة بين أجنحة الهيئة تطفو على السطح، لا سيما تلك المتعلقة بتوجهاتها بعد سقوط النظام السوري".
وبحسب المصدر، "يُعرف الجبلاوي بعلاقته المتوترة مع قيادة الهيئة، وسبق أن اعتقل من جانبها وأفرج عنه في 20 أيلول الماضي، على خلفية مشاركته في المظاهرات التي شهدتها إدلب خلال الأشهر الأخيرة".
وكانت تلك المظاهرات تطالب بإسقاط زعيم الهيئة أحمد الشرع "أبو محمد الجولاني"، بسبب ما يُعرف بـ"ملف العملاء"، وفق المصدر.
وأكد أن "الخلافات داخل الهيئة عميقة، وتتمحور حول مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية، ففي حين يُعتبر أحمد الشرع (الجولاني) أكثر مرونة وبراغماتية في هذا الشأن، تطالب قيادات أخرى بالتطبيق الكامل للشريعة، رافضين أساليب الإدارة الحالية، التي وصفوها بأنها تتعارض مع العقيدة الإسلامية، معتبرين أنها من "درجات الكفر والردة".
وتابع المصدر: "الفصائل المسلحة ضمن الهيئة تتوحد فقط على فكرة الانتقام من مكونات معينة بذريعة "فلول النظام"، لكن الخلافات الأعمق حول إدارة البلاد والتوجهات المستقبلية لا تزال مصدر انقسام داخلي كبير".
وأشار المصدر إلى أن "هيئة تحرير الشام كانت تعاني منذ آب الماضي من أزمة ملف العملاء، حيث تم الكشف عن شبكة عملاء داخل الهيئة تتبع وفق قولهم لنظام بشار الأسد وروسيا وأطراف أخرى، بما فيها الولايات المتحدة، ونتيجة لذلك، تم اعتقال حوالي 400 شخص، بينهم قيادات عسكرية بارزة".
وذكر أن "هذه الأزمة أحدثت انشقاقات بين الجناحين العسكري والأمني بقيادة أبو أحمد حدود (أنس خطاب، رئيس جهاز المخابرات السوري حاليًا)"، موضحاً أن "الجناح الأمني تولى التحقيق مع المعتقلين، واستخدم أساليب تعذيب قاسية، ما أدى إلى وفاة أحدهم تحت التعذيب".
وأعقبت الحادثة مظاهرات واسعة في إدلب، طالبت بإسقاط "الجولاني"، وكان من بين المتظاهرين "الجبلاوي" الذي اعتقل لاحقًا.
وأكد المصدر أن "الجبلاوي كان من المتضررين البارزين من ملف العملاء، وهو من أنصار تطبيق النسخة المتشددة من الشريعة الإسلامية".
وبحسب المصدر، "أدى ملف العملاء إلى اعتقال الرجل الثاني في الهيئة المدعو "أبو ماريا القحطاني"، وهو ما دفع الرجل الثالث، أبو أحمد زكور، المعروف بـ"الصندوق الأسود" للجولاني، إلى الانشقاق والهروب إلى منطقة إعزاز في ريف حلب"، مؤكدًا أن "هذا الانشقاق أفقد الجولاني أقرب مساعديه وأكثرهم تأثيرا".
ولفت المصدر إلى أنه "بعد الإفراج عن القحطاني، أقام مضافة لاستقبال المهنئين بإطلاق سراحه، إلا أنه قُتل إثر انفجار سيف مفخخ أُهدي إليه خلال الاحتفال، واتهمت هيئة تحرير الشام تنظيم داعش بتنفيذ عملية الاغتيال، وأعلنت القبض على منفذي العملية".
وبين المصدر أن "الخلافات الداخلية في هيئة تحرير الشام ليست سطحية أو هامشية، بل تتعلق بجوهر وجودها وتوجهاتها المستقبلية"، لافتا الى ان "هذه الخلافات ستؤثر على المدى البعيد في بنية الهيئة".
وأكد أن "مرحلة شهر العسل الحالية ونشوة الانتصار ستنتهي قريبًا، وحينها ستظهر الصراعات الداخلية بشكل أوضح، ما يهدد استقرار الهيئة ويعمق أزماتها في المستقبل القريب".
 

اخبار ذات صلة

ارسال التعليق