الوابة

نخيل نيوز / عامر موسى الشيخ

شهدت مدينة السماوة اليوم الثامن كانون الأول، انطلاق وقائع " ملتقى السماوة للثقافة والمعرفة الأول " دورةالشاعر الراحل كاظم السماوي والذي سيستمر لمدة ثلاثة أيام على أرض السماوة . 
يأتي المهرجان برعاية رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوادني ، وإشراف وزارة الثقافة والسياحة والآثار ، وتنظيم الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين في المثنى بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين . 
تتضمن وقائع الملتقى العديد من الأنشطة والفعاليات والثقافية ، منها ما هو أدبي وفني ، إضافة إلى المحاور العلمية التي أغناها الباحثون بأبحاث علمية رصينة وغنية تناقش مشكلات كبرى وأساسية في المجتمع العراقي . 
شارك في الملتقى العديد من الشخصيات الأدبية والثقافية والأكاديمية والفنية يمثلون مختلف الطيف العراقي، إضافة إلى ضيوف من بلدان عربية ، سيغنون محاور الملتقى بطروحاتهم الأدبية والفكرية . 
وقال الأستاذ الدكتور عزيز حسين الموسوي رئيس اتحاد أدباء المثنى " اليوم هو يوم تاريخي ومفصلي في مسارات تاريخ السماوة ومحافظة المثنى الثقافي ، إذ أن المحافظة ولأول مرة تحتضن هكذا منشط ثقافي متنوع متعدد يشارك فيه العشرات من الأدباء والمفكرين والمثقفين العراقيين ، إضافة إلى عدد من الضيوف العرب ، ومن هنا أحيي جميع من عمل واشترك في لجان الملتقى ، وأيضا نحيي ونشكر اتحاد الأدباء العراقيين ، ووزارة الثقافة اللذان أسهما في التوجيه لعقد هذا الملتقى ". 
أصل الحضارة 
ويضيف الموسوي " ليس من قبيل الصدفة أن تحتضن السماوة هكذا ملتقى فهذه المدينة ترتكز على إرث حضاري قديم وأساسي في تاريخ الإنسانية ، فهي امتداد لحضارة الوركاء القديمة ، تلك المدينة التي تمثل الأصل الأول للتحضر ، فمنها كانت الكتابة الأولى ، ومنها شهد الإنسان التحول الأول من البربرية إلى التحضر ، والاتجاه نحو الزراعة وابتكار الأشياء الأولى ومن ثم كتابة الحرف الأول ، فهي مدينة مانحة لضوء التعلم في تاريخ الإنسان ، لذلك هذا الملتقى يمثل ذلك الإرث الحضاري الأصيل ". 
كاظم السماوي شيخ المنافي 
حمل الملتقى في دورته الأولى اسم الشاعر العراقي القدير كاظم السماوي ، وهو من الشعراء العراقيين الذي تجاوز اسمه حدود المكان المحلي ليكون واحدا من أهم الشخصيات الأدبية والسياسية في العالم . 
يضيف الموسوي " إن اختيارنا لاسم السماوي كاظم بوصفه ايقونة الملتقى ، جاء على أساس علمي ومدروس ، إذ أنّ هذا الشاعر ينتمي من حيث الزمن إلى حركة رواد الشعر الحديث في العراق ، ولا نغالي إن قلنا أنه من المؤسسين فيها ، إذ أنّ تجربته قد اكتملت ونضجت في نهاية العقد الأربعيني وفي مطلع العقد الخمسيني من القرن الماضي انتظمت في دواوين شعرية مطبوعة ، وكانت تجربته تمثل واحدة من التجارب التي شهدت التحول الحقيقي في طبيعة كتابة النص الشعري بصورته الحديثة ، فهو يعد مكملا لتجربة السياب والملائكة والبياتي ". 
وعن تاريخه السياسي يوضح الموسوي " لم يكن تاريخ السماوي أدبيا فحسب بل للسماوي تاريخ سياسي حافل بالرفض والثورة على الظلم في أي مكان وزمان ، فهو ينتمي إلى حركات التحرر في العالم كافة ، تجده مع العراقيين عربا وكوردا  ومع الفلسطينيين والفيتناميين ، والصينين ، والأفارقة ، وغيرهم من الثائرين في العالم ،  ونجد مواقفه واضحة في شعره وتبنيه لتلك الأفكار وعرضها في الصحف التي أصدرها وترأس تحريرها ومنها صحيفة الإنسانية ، وفي هذا السياق لا ننسى أنه أول مدير لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون بعد ثورة 14 تموز 1958 ،إضافة إلى مشاركاته في مؤتمرات العالم التي تدعو إلى السلم والتحرر من هيمنة المتسلطين ، أضف إلى ذلك فهو لم يستقر في مكان واحد حتى تحول إلى جسد مهاجر متنقل بين البلدان حتى توفي في السويد 2010 ". 
 
 
أهداف الملتقى 
فيما أكدت اللجنة المشرفة على الملتقى " أن الهدف الرئيس من عقد هذا الملتقى هو إبراز الهوية الثقافية الغنية لمحافظة المثنى ومركزها السماوة ، إذ أن هذه المدينة تقف على إرث مهم من التحضر والتمدن والإسهامات الثقافية المهمة في الثقافة العراقية الحديثة والمعاصرة  ، إضافة إلى ذلك ، يسهم الملتقى في جعل السماوة على خارطة الملتقيات والمهرجانات الأدبية والفنية الوطنية العراقية ". 
محاور الملتقى
يتضمن الملتقى العديد من المحاور الأدبية والفكرية والعلمية فبعد الجلسة الافتتاحية الرسمية التي يفتتحها الدكتور عارف الساعدي مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية ،والشاعر عمر السراي الأمين العام لاتحاد الأدباء ، ستكون هنالك قراءات شعرية لشعراء عراقيين ، وفقرات موسيقية ، وتكريم الأدباء الراحلين من أبناء مدينة السماوة  .
فيما سيشهد اليوم الثاني والذي سوف تكون جلسته على قاعة الجواهري في كلية التربية للعلوم الإنسانية والتي سوف تُخصص للحديث الأدب السماوي ، وسوف يتحدثفيها الأستاذ الدكتور محمد فليح الجبوري ، ومن ثم التطرق إلى "ملامح السرد السماوي ومرجعياته " يقدمها الأستاذ الدكتور مُحمَّد عبد الحسين هويدي ، فيما سيشارك الأستاذ الدكتور رحمن غرﮔان ببحث عن " تمثُّلات المكان في شعر يحيى السماوي"  ، وفي الحديث عن تجربة الروائي الراحل حامد فاضل ، سيشارك الأستاذ الدكتور ضياء الثامري ببحث عن " صحراء السماوة المسفوحَة عندحامد فاضِل في مرائيه " وهو دراسة عن كتاب مرائي الصحراء المسفوحة لحامد فاضل ، وستكون الخاتمة على يد الأستاذ الدكتور سمير الخليل الذي سوف يتحدث عن "تحولات القصيدة العربية المعاصرة ". 
وفي مساء اليوم الثاني ستكون هنالك حلقة نقاشية بعنوان"إدارة الثقافة في العراق" والتي سوف يديرها الأستاذ الدكتور عزيز الموسوي ومن ثم أمسية شعرية وفنية . 
وفي آخر يوم من الملتقى ستكون هنالك جلسة عن " الدولَة والمُجتمع والتحولات الحديثة" يتحدث فيها الأستاذ الدكتور إياد كاظم راجح ، ويشارك فيها الأستاذ الدكتور لؤي خزعل جبر ببحث عن " التَسَلُّطيَّة التَنافُسيَّة: الدكتاتوريَّة المُتوثبة خَلفَ بوابات الديمُقراطيَّة" يعقبها بحث مقدم من قبل الدكتور علي المرهج عنوانه " بدايات الوعي الديموقراطي في العراق ونقد التطبيق المعاصر" فيما سيشارك الدكتور لطيف كامل ببحث عن " الابعاد الجيوسياسية للدور الامريكي في العراق ، وعن دور العشائر العراقية في الدولة الحديثة" سيشارك الدكتور علي وتوت ببحثه الموسوم " الدور السياسي للعشيرة في الدولة العراقية الحديثة" . 
ولم تخل محاور الملتقى من الحديث عن التذكر والذاكرة العراقية ، والذي سوف يشارك في هذا المحور الدكتور عدنان صبيح ببحث عن " مرجعيَّة النجف وذاكرة الفتوى" . 
ويضاف إليها محور الذكاء الاصطناعي  والفضاءالسيبراني ، سيتحدث فيه عن المفاهيم المعاصرة والعلاقات المتداخلة الدكتور باسم خريسان ، وعن الفلسفة والذكاء الاصطناعي ومواجهة الإنسان لفعله المتفوق سيقدمه الدكتور علي عبود المحمداوي . 
 
 
إصدارات الملتقى
ولم يكن فعل الطباعة بعيدا عن وقائع الملتقى ، إذ يشهد الملتقى إشهار وتوزيع عدد من المطبوعات وهي  الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الراحل كاظم السماوي ، ومن إصدار دار الشؤون الثقافية بغداد ، والتي قدمها واعتنى بها الأستاذ الدكتور عزيز الموسوي ، وهذه الطبعة تمثل طبعة منقحة ومزيدة من أشعار كاظم السماوي الممتدة على طول خمسة عقود . 
وكتاب " الثقافة والمعرفة دراسات في السياسة والثقافة والمجتمع "  من تحرير الأستاذ الدكتور لؤي خزعل جبر ، وهو كاتب اجتمعت فيه البحوث المشاركة في الملتقى ، وهو من منشورات اتحاد الأدباء والكتاب في المثنى  وطبع في دار وتريات للطباعة والنشر . 
وكتاب " السماوة في صور " وهو أيضا من منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في المثنى ، وهو كتاب توثيقي عن السماوة وثقافتها ، وفي ثناياه إضاءة تاريخية عن المحافظة  ، ويضم دليلا عن أدبائها وعدد من رجالاتها الأفذاذ .