"السرد النسوي" دراسة نقدية جديدة للمفكر عبد الله إبراهيم

نخيل نيوز | خاص | العراق

 

ضمن سلسلة دراسات، صدر حديثاً عن دار الشؤون الثقافية في العراق كتاب  "السرد النسوي" بعنوان ثانوي "الثقافة الأبوية والهوية الأنثوية والجسد" للناقد والمفكر العراقي عبد الله إبراهيم، بواقع ( 358) صفحة بخمسة فصول.

 


ويطمح الكتاب، إلى كشف التّيارات الثقافّية الكبرى الفاعلة ، بوصفها خلفيّات توثّر في تركيب المادّة السرديّة، وتوجّه موضوعاتها . وفيما يخص نوع الكتابة السرديّة، ينبغي التفريق بين كتابة النساء ، والكتابة النسويّة ، والأولى تتمّ بمنأى عن فرضيّة الرؤية الأنثويّة للعالم وللذات إلاّ بما يتسّرب منها دون قصد ، وقد تماثل كتابة الرجال في الموضوعات والقضايا العّامة، أمّا الثانية فتتقصّد التعبير عن حال المرأة ، استناداً إلى تلك الرؤية في معاينتها للذات وللعالم ، ثمّ نقد الثقافة الأبويّة السائدة ، وأخيراً اعتبار جسد المرأة مكّونّا جوهرياً في الكتابة ، بحيث يتمّ كلّ ذلك في إطار الفكر النسويّ ، وتصوراتّه ومقولاته ، ويسعى إلى بلورة مفاهيم أنثويّة من خلال السرد ، وتفكيك النظام الأبويّ بفضح عجزه . يمكن إدراج السرود النسوية في سياق نصوص المتعة ، تلك النصوص التي تزعزع معتقدات المتلقّي ، وربما تخرّبها ، فتخلف لديه إحساساً بأنه يقرأ نصوصاً لاتنسجم وماعهده من تخيّلات موروثة عن العالم الذي يعيش فيه ، فهي تضمر نقداً له ، وتبرّما به ، وبكل ذلك تستبدل رغبة في حريات فرديَة مغايرة للحريات الجماعية المبهمة التي تواطأ عليها الآخرون. إلى ذلك تقوم بتمثيل تجارب نسوية لاتعرف الولاء ، وفيها من الخروج على الأعراف أكثر مافيها من الإمتثال لها ، فتتحرك في مناطق شبه محرمة ، وتُحدث قلقاً في الإنسجام المجتمعي ، لأنها تريد أن تقطع صلتها بالموروث حينما تشكَ في كفاءته وجدواه ، وهي بمجموعها تختلف عن الكتابة الباعثة على الإرتياح التي تستجيب لتوقَعات المتلقي ، وتشبع رغباته ، وتتوافق مع الأعراف السائدة ، ببراعة السرود النسوية فيما تترك من أسئلة لا ماتخلف من إسترخاء.

 

اخبار ذات صلة

ارسال التعليق